بانت كما بالأمس سعاد
بانتْ كما بالأمس عنـَّا سعــــــــــــــادُ ** أيا كعبُ فالأيامُ لمَّا تـُعـــــــــــــــــــــــا دُ
فرُبَّ جميلِ الصبْر يـُبْكي التجلـُّـــــــــدَ ** وتـُـبْكيهِ أبْعاضُ النـُؤا والبعــــــــــــــــادُ
وما الشِّعـرُ في الأسْـآمِ شكـْوَى تضمُّرٍ ** ولا الكتـْـــمُ فيها قـُــــــوَّة ٌ أوْ جهــــــادُ
فلا أكـْتـُمَنْ ما اللهُ مُبْديهِ جَهْـــــــــــرة ً ** ولا يُكـْـتـَمُ إلاّ الـذميمُ النـَّكــــــــــــــــادُ
يظلُّ مديحُ البُـــــرْدةِ الدَّهْر مُسْمِعـــــًا ** يُهَـــدَّى إلى الأسْماع مــدْحًا يُشــــــــادُ
فيا ليتَ لـِي منْ فـُصْحة العُرْبِ جُمْلة ً ** أقـَـرِّضُها في سيِّدي ، ذا المــــــــــرا دُ
وإنِّي فمَا وَفـَّـــيْتُ بالمدْح أحْمَـــــــــدَ ** ولكـنْ بَذلـْــتُ وُسْعِـــــــــيَ وَالـْـــــِودادُ
فلَـوْ كانتِ الألـْــفاظُ مُذ آدمَ مــَــــــــدا ئِحًا فيهِ ما وَفـَّـــتـْهُ وإنْ تـُـــــــــــــعاد ُ
فإنْ لمْ أكـُنْ وُفـِّقـْتُ فــي مدْح سيـِّدي ** فقدْ صحَّ عـَـــزْمي وَلـْيَكـُنْ ذا اجْتِـهادُ
رسولٌ من الله إلى النَّــــــاس رحمة ً ** كريمٌ فسمْحٌ شيمتهُ اتـِّـــــــــــــــــــــئادُ
فبشـَّر بالجنّات مَنْ يقـْـــــــــــتدي بهِ ** وأنذرَ مِن نـَارٍ كَساها السّــــــــــــــــوادُ
وأطـْــفأ بالنُّــور ظلامَ الـــــــــــجهالةِ ** فلاحتْ شـُــموس الهدْي نوراً يُـــــــرادُ
بهِ العدْلُ سادَ العالمينَ فاشـْتـَكـَـــــتْ ** إليه الضـِّـــــباءُ والنـِّــــيَاقُ الشـِّـــــــدادُ
ومنهُ اسْتمَدَّ الطـُّــــهْرُ طـُـهْرًا أبْلـَـــجَا ** ومنْ هَدْيهِ يُسْقى السَّـــــــــدادُ سَـــــدادُ
فعـَفّ ٌمُنـَــزّهٌ عنِ العيْبِ والْــــــــخـنا ** جزيلُ العـَـــــــــــطاءِ للـْـيتيم عِمـــــــــادُ
صبورٌ على الزلاّتِ يَعـْـــفو ويُكـْــــرِمُ ** وإنْ واجَهَ العِدا فـَـشَهْمٌ نِجــــــــــــــــــادُ
فيا سيِّد الخَلـْــــق عليك صـــــــلاتنا ** بقـــدْر الذي يُرْضيكَ ، ذاك المـــــــــــفادُ
عليك الصلاة والسلام مُكلـَّـــــــــــــلا َ ن ِ بالحبِّ مادام الهُدىَ والـــــــــــــــَّرشادُ
تجيشُ إليك النفسُ حبًّا وحُـــــــــــرْقة ً ** للـُقـْيَاكَ والْعيْنُ نـَفاها السُّـــــــــــــــهادُ
فلوْ تكـْتـَحِلْ عيْني برُؤيَا مُحمَّــــــــــدٍ ** وتأنـَسُ روحي قـُـــرْبَهُ فامْـــــــــــــــتِدادُ
فيا ليتني أسْقى من الحوْضِ شـــــرْبَة ً ** وفي جنـَّةِ الخُلـْــدِ يَكونُ الـــــــــــــــمَعادُ
على الآل والصَّحْبِ السَّلامُ مُرَصَّــعًا ** لآلِئَ وُدٍّ مَنـْبَعُها الـــــــــــــــــــــــــــــفؤادُ
فذا الشـِّعرُ زرْعٌ والقراطيسُ تـُـــرْبَة ٌ ** ولـُقـْيَاكَ غيْثٌ والجـِـــــــــــوارُ حَصـــــادُ
أرَاني وقدْ قصَّـرْتُ في كلِّ جَـــــانِبٍ ** منَ الله أرْجو رحمة ً،إذ ْ أقــــــــــــــــــــاد ُ
فذا الموْت حقٌّ لا يُحابي مُقـَـــــــــرَّبًا ** ولا يَبْرَحُ- مَنْ يُبْغِضُ – أوْ يُـــــــــــــذاد ُ
فذرْنِي إلى نفسي وقــــــــدْ قلَّ زادُها ** لأجْنِيَ منْ دنيايَ شيْئا يــُــــــــــــــــزادُ
وإنـِّي بمدْح سيـِّد الخَلـْـــــــــق راجيًا ** لـَعَلَّ يكونُ مدْحِيَ فـِــــــــــــــــــــــــيهِ زادُ
الشاعر العصامي :غريب الديار البليلي الجزائري
بتاريخ-08/12/2010
__________________